الإعلان عن مسار مشروع “قناة اسطنبول” الذي يصل بحر مرمرة بالبحر الأسود ،كما يقال إن الأفكار العبقرية تبدأ بحلم، كذلك هو الحال بالنسبة لمشروع قناة اسطنبول
الذي أعلن عنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع بداية حملته الانتخابية، في مسعى لتطوير اسطنبول عمرانيا واقتصاديا وبيئيا، مع العلم أن المشروع أرسل إشارة تحذير
للمجتمع الدولي بخصوص ما يعرف باسم اتفاقية مونترو لتنظيم حرية الملاحة في مضيق البوسفور. وقد صرح وزير النقل والاتصالات والملاحة البحرية، التركي، أحمد أرسلان،
يوم الاثنين عن مسار مشروع “قناة اسطنبول”، الذي أطلقه الرئيس رجب طيب أردوغان عندما شغل منصب رئيس الوزراء. أنه وبعد تقييم جميع الدراسات الجيولوجية ومخاطر الزلازل
بالتعاون مع الجامعات التركية والخبراء الدوليين تم تحديد المسار البديل الرابع المار من مناطق “كوتشوك تشكمجة“،في اسطنبول الى بحر مرمرة وتستمر شمالا عبر سد “صازلي دره”،
ومن ثم تصل للبحر الاسود شرق “تيرطوس ” في قرية “دوروسو” بمنطقة “تشاتالجا ” باسطنبول.
أضاف على حسب الإحصاءات التركية، فإن 137 سفينة شحن، و27 ناقلة على متنها حمولات تجارية يصل وزنها إلى 150 مليون طنا، ستعبر القناة، فضلا عن إنشاء ثلاث جزر من حفريات
قناة إسطنبول الجديدة التي يقدر حجمها بـ2.7 مليار متر مكعب، وتستمر الخطط بعرض عطاءات مشروع قناة إسطنبول الجديدة خلال العام الجاري 2018 ، ليكون النسخة التركية لقناتي
بنما والسويس. كما تمنح القناة، أفضلية تنافسية كبيرة لتركيا في تجارة النقل الدولي، التي يمر أكثر من 75 في المئة منها عبر البحر.
وتقدر تكلفة المشروع بـ10 مليارات دولار ممولة من الخزينة التركية، تقول الحكومة التركية ان المشروع سيخلق مناطق جديدة و مشاريع سكنية قادرة على جذب السكان والسياح
الاجانب وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، الذي يقسم المدينة الى جزء أوروبي وآخر اسيوي، أحد أكثر مسارات سفن الشحن نشاطا.
ولم يكتف أردوغان الطامح للعودة إلى رئاسة الوزراء بذلك، بل أعرب عن رغبته ببناء مدينة جديدة على ضفتي القناة الصناعية التي ستمر بالطرف الأوروبي من إسطنبول،
ومطار ثالث يفوق في ضخامته نظيريه الموجودين حاليا، وبناء مراكز للمؤتمرات والاحتفالات والفنادق والمرافق الخاصة بالمعارض
والمناسبات الرياضية وللعبور الآمن بين أحياء إسطنبول على ضفتي المضيق التاريخي. ويدير أردوغان، مجموعة من مشاريع هامة بالبنى التحتية في تركيا ولا سيما في مدنها الكبرى،
إذ افتتح العام الماضي مشاريع قطارات الأنفاق، وأنفاقا طرقية تحت البوسفور، كما بنى جسرا ثالثا فوق المياه.
إلى ذلك، تستمر أعمال بناء مطار اسطنبول الثالث الذي هو اضخم مطار في العالم و المتوقع أن يستقبل أولى رحلاته أواخر فبراير المقبل قبل افتتاحه رسميا في أكتوبر 2018
وقد صرح ” شانسي أونسال ” مدير مجموعة أونسال العقارية التركية في تصريح لقنا إن “تركيا تتقدم بمشروع قناة إسطنبول بخطوات واثقة في طريقها لتكون مركز العالم مع مضيق
البوسفور، وهي تسير في طريق مشروع القرن”.
وأضاف أن القناة ستولد مدينة جديدة في مدينة إسطنبول، بتعداد سكاني يصل إلى 7.5 مليون نسمة، وستكون ثاني أكبر مدينة في تركيا.