أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي جاهد تورهان، في 15 من تشرين الثاني، أن تركيا تعتزم إطلاق مشروع قناة إسطنبول في عام 2019، وذلك في لقاءٍ له مع وكالة الأناضول في العاصمة أنقرة.
وقال تورهان: “لا ينبغي تأجيلُ تشييد قناة إسطنبول حتى عام 2020، ونأمل أن يبدأ العملُ عليها في عام 2019″، وأضاف أنه من المقرر بناء عشرة جسورٍ كجزءٍ من مشروع القناة، وهي ممرٌّ مائيٌّ صناعيٌّ يربط البحر الأسود ببحر مرمرة والبحر الأبيض المتوسط. ومن المقرر كذلك أن يكتمل المشروعُ بحلول عام 2023، بمناسبة الذكرى المئوية للجمهورية التركية.
تهدف القناةُ المخططُ لها إلى توفير الدعم للشحن البحري بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ولا سيما حركة ناقلات النفط التي تمرُّ عبر مضيق البوسفور. ومن المخطط أن تتّسع القناة لمرور 160 سفينة يوميًا، ويبلغ طولُها 45 كيلومترًا (قرابة 28 ميلًا)، وسيتمُّ بناؤها في ممرِّ كوتشوك تشكمجه – سازليديري – دوروسو، في إسطنبول.
يوصف المشروع على أنه أحد المشاريع المستقبلية لتركيا، وقال تورهان إن المشروع سيعزز قيمة العلامة التجارية لإسطنبول وسيقدم حلًّا للمشكلات الملحّة التي تعيشها حركة السفن عبر مضيق البوسفور، التي تواجه مشكلاتٍ في النقل داخل المدن، والزيارات السياحية، ومرور السفن التجارية الدولية حسب ما تقتضيه اتفاقية مونترو، ولذلك، فإن مضيق البوسفور هو الطريق البحري الأصعب للمرور.
وبموجب اتفاقية مونترو 1936، يمكن للسفن التجارية عبور مضيق البوسفور دون عوائق. وحينما تمّ التوقيع على الاتفاقية، كان عدد السفن التي تنقل سنويًّا يبلغ ثلاثة آلاف سفينة فقط، ولكن هذا العدد وصل إلى 50 ألف سفينة في الوقت الحالي، ويتوقع أن يصل إلى 65 ألفًا في عام 2030، و100 ألفًا في عام 2050. بالإضافة إلى ألفين و500 سفينة أخرى، بما في ذلك خطوط النقل الداخلية للمدينة وقوارب الصيد.
وقد تم تحليل خمسة مسارات مختلفة لبناء مشروع قناة إسطنبول وتم تحديد الوجهة الأكثر ملاءمة بين كوتشوك شيكمجه وينيكوي، وهي منطقة تقع على طول مضيق البوسفور.
سيبدأ مسار قناة إسطنبول من الخط الذي يفصل بحر مرمرة عن بحيرة كوتشوك شيكمجه. وسوف تسير نحو سد سازليديري عبر مناطق ألتينشهير وشاهين تيبي قبل الوصول إلى البحر الأسود من شرق بحيرة تيركوس بالقرب من تيركوس ودوروسو. ستكون منطقة المشروع ضمن حدود أرناووط كوي (28.6 كيلومتر)، وكوتشوك تشكمجه (7 كيلومتر)، وباشاكشهير (6.5 كيلومتر)، وأفجيلار (3.1 كيلومتر).
في الوقت الحالي، يشتمل المشروع على ستة جسور، يحمل أحدها سكة حديدية. وذكر تورهان أنه سيتم بناء أربعة جسور كجزء من المشروع.
كما أكّد على أن رجال الأعمال الصينيين ليسوا وحدهم المهتمون بالمشروع، ولكن المستثمرين من مختلف أنحاء العالم يزورون تركيا للحصول على مزيد من المعلومات حول قناة إسطنبول، معربًا عن خططهم للمشاركة في المشروع. وفقًا لتقارير سابقة، فإن عمالقة البناء الكوريين الجنوبيين الذين قاموا ببناء مشاريع مختلفة في تركيا يهتمون أيضًا بالمزايدة على المشروع.
وسيتم تنفيذ بناء قناة إسطنبول في نطاق نموذج البناء والتشغيل والنقل (BOT)، مع المهمة الموكلة إلى وزارة النقل والبنية التحتية. ووفقًا للمخطط الأخير، فإن القناة ستكون بطول 45.2 كيلومترًا عبر مناطق أفجيلار، وكوتشوك تشيكمجه، وباشاكشهير، وأرناووط كوي في إسطنبول.
وقد قررت السلطات التركية مؤخرًا خفض عرض القناة المخطط لها من 400 مترًا إلى 275 مترًا، وهي خطوة من شأنها أن تقلل من تكلفة المشروع التي بلغت 65 مليار ليرة تركية (14.19 مليار دولار) بأكثر من النصف، إلى 30 مليار ليرة تركية.
تعد قناة اسطنبول من اكبر المشاريع في تركيا ضمن اهدافها للعام 2023 بالاضافة للعديد من المشاريع القادمة التي ستجعل تركيا من اكبر 10 اقتصادات في العالم .